الثلاثاء، مايو 08، 2012

للمرة الثانية

المشهد يتكرر للمرة الثانية بكل حذافيره وكأنه شريط فيديو. كل شئ يتكرر كما كان في العام الماضي.. يوم أربعاء.. صباحا في الطابور. والعقول مترعة بما رأته في نشرات الأخبار والقنوات المدسوسة والغير مدسوسة؛ تتقدم بضع فتيات أمام الميكروفون. فتيات الإذاعة هن ذاتهن كالعام الماضي. لم تتغير سوي واحدة لأنها تخرجت من الصف الثالث الثانوي، ولكن من حلت محلها قامت بالواجب وأكثر.. مدت في القوافي وشهقت عند الكلمات التي تظنها مؤثرة. فتاة العام الماضي كانت أكثر مصداقية.. حتي أنها أبكتني حقاً عندما ألقت نفس القصيدة.
كالعام الماضي تتعالي شهقات الفتيات مع أول شهقة للفتاة في القصيدة.. تتعالي شهقات من كل الصفوف.. تتراجع مدرسة علم النفس بين طابورين لتبكي بحرية. ياللشهامة ورقة القلب! احمرت وجوه مدرسين كمدا وآخرون ضحكاً، وأنا دمعت عيناي غيظاً. رقة حواشيهم لاتحتمل لحم الأطفال الذي يتمزق في فلسطين، وتحتمل لحم الميتة.. لحم البشر الذي يلتهمونه قبل وبعد كل وجبة.. قبل وبعد وأثناء الحصص والمشاجرات. وتحتمل كذلك السلع الإستهلاكية الإسرائيلية والأمريكية.
ونفس ماحدث في العام المضي.. أحرقوا علم إسرائيل، وتعالي التصفيق ثم صوت أغنية زهرة المدائن كدت أتأثر لكن قهقهات السخرية تعالت داخلي سراً.

سمر الجيار
22-4-2002

هناك تعليق واحد:

  1. لا غرابة ان تكون للمره الثاتية .. و للمرة المريض وللمرة الغريق ؛ روتين الحياة .

    a7

    ردحذف

تسعدني زيارتك وأحب معرفة رأيك...
جميع التعليقات يتم ارسالها إلي بريدي الإلكتروني