الثلاثاء، يناير 24، 2012

إبادة العنصر الثائر

وُجٍدت قديماً دولة اسمها مِصر ..
لكنها اُبتُليت بحكم الشيوخ الطغاة لها لألآف السنين . ويومَ ثارَ الشَّّعب .. أَوهمه الشِّيوخ بِدهائِهم أنه انتصر وأن الطاغية قد خُلِع وقُطِع دابِر نِظامِه ؛ وأن العدل والقصاص سوفَ يحلان قريباً .
لكن ما حدث في الواقع مختلف تماماً .. اكتشف الثوار شيئاًََ فشيئاً أنهم خُدِعوا وخرجوا يحاولون تعويض مافاتهم . لكن الألآف ألقوا في السجون بموجب محاكمات عسكرية ناجمة عن تهم ملفقة .. تم تشويه سمعة الثوار و تأليب الرأي العام عليهم بحجة أن الفقر و التخلف الإقتصادي كان سببه الثورة في المقام الأول ؛ بينما استمر صمود الثوار كانت الجموع تنفض من حولهم وتركن إلي السلامة . سبب القتل الذريع والوحشية في التعامل مع الثوار إختفاؤهم ببطئ علي مر السنوات .. لم ينجبوا فقد سببت لهم الغازات المحرمة دوليا العقم ومعظهم  ماتوا وأسرهم في المعتقلات . لم يبق سوي الخبيث من القادة الشيوخ ، أما أبناؤهم فقد ماتوا بمرض غريب ، والزمن أهلك القادة الشيوخ بعد عصر من النهب والإرهاب .
وبدأ عصر جديد في مِصر .. عهد حكم الباعة الجائلين وسكان العشوائيات الذين انشغلوا عن السياسة بجمع القوت القليل فاحتفظوا بحيواتهم . أما من كانوا يهللون ويطبلون للقادة العواجيز و الطاغية الذي سبقهم فقد أكملوا حياتهم في التطبيل للقادة الجدد !
 وتم تغيير إسم البلد لإسم لا أتذكره .
والأغلبية الصامتة ظلت صامتة ؛ أو يتم اقتيادهم و يوجههم كلب من الخلف إلي مسيرات تهنئ وتؤيد الحكام . ولم نعرف هل من الممكن أن يظهر العنصر الثائر في هذه البلد مرة أخري ؟
أم  لا .

سمر الجيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تسعدني زيارتك وأحب معرفة رأيك...
جميع التعليقات يتم ارسالها إلي بريدي الإلكتروني