الأحد، أبريل 29، 2012

لم تفسد السياسة قلبه

كتبت احتياجاتي المنزلية في وريقة، وقصدت متجر المنظفات الصغير في الشارع الهادئ..
يعمل به رجل سلفي مقصرا لثوبه. أمليت عليه ماكتبت شيئا فشيئا، كان يحضر كل شئ علي حده بلطف شديد ويضعه علي الطاولة أمامي بنظرات البائع المجاملة مع الكثير من الحياء.. إلا أن هيئته العامة توحي بإنهاك مزمن، وأيضا تسليم بالقدر. لم يرمقني بازدراء بسبب ملابسي الضيقة إلي حد ما.
فكرت أن أحدثه في السياسة وأسأله عن رأيه في المجلس العسكري وتصرفات الفصائل الإسلامية المختلفة.. لكني ترددت.. ثم عزفت عن هذا. تصورت كلامي سخيفا وباردا حقاً. فها أنا ذي قد تواصلت مع البائع كإنسان يؤدي خدمة.. ويؤديها جيدا.
ربما لو كنت قصدت مولا تجاريا ضخما.. لوجدت من يحاول دعوتي إلي الخروج من ضلالي.
هذا البائع المصري البسيط هو كزميلاتي في الجمعية الشرعية عندما كنا نحفظ القرآن ونتعلم التجويد.. نتعلم في هدوء دون مزايدات بين من ترتدي النقاب أو بين من لا ترتديه، ولم نناقش السياسة أبداً.
 تقطيع أوصال المصريين بين اتجاهات سياسية إسلامية وغيرها ظاهرة بقوة في وسط النخب الغنية الممارسة للسياسة، وهي تؤكد دوما علي الخلافات وكأن من لايتفق مع اتجاهاتك السياسية قد كفر. لكن غالبية الشعب المصري الفقير لم تصل إليه هذه التقسيمات. هذا ماعشته فأنا لم أر معاملة سيئة من شخص متمسك بالمظاهر الدينية الإسلامية إلا نادراً.. بل إنني أفضل التعامل معهم ليس تفضيلا مطلقاً لكن مع من أشعر بأن السياسة لم تفسد قلبه وأن مظهره ليس للتغرير بمن يتعاملون معه.


سمر الجيار

هناك تعليق واحد:

  1. غريب امتهان كثير من السلفيين لبيع المنطفات - مجرد ملاحظه

    حتى الأغنياء لا يعنيهم كثيراً هذه الطبقات - المتكلمون منهم فقط يأبهون

    ردحذف

تسعدني زيارتك وأحب معرفة رأيك...
جميع التعليقات يتم ارسالها إلي بريدي الإلكتروني